هل يحتاج الكرامة بالفعل لصدمة تغيير ما على صعيد المدرب أو بعض اللاعبين أو ربما تغيير بعض العناصر في الجهاز الفني؟ دون المساس بالمدرب محمد قويض، الذي بات من المعلوم أنه تقدم باستقالته بعد الهزة النفسية التي تعرض لها جراء شتيمة البعض على إثر التعادل الخاسر مع العروبة العماني في افتتاح كأس الاتحاد الآسيوي..
إذا عدنا أكثر للوراء نجد أن المدرب الشهير لم يترك الكرامة في السنوات الخمس الأخيرة، إلا مطلع موسم 2008 / 2009 وذلك مع انتخاب إدارة جديدة لم تكن من الداعمين فلم تلب الشروط المالية، وفرطت ببعض اللاعبين آنذاك على رأسهم جهاد الحسين الذي لا يزال أثر غيابه الفني حتى اللحظة صارخاً..
إذاً فالقويض منسجم تماماً مع لاعبيه ويمثل أكثر من مجرد مدرب للفريق يومياً، بل هو أقرب للأب الروحي لهم من المدرب، وهو الأدرى بإمكانيات لاعبيه وعناصره وحتى مزاجهم النفسي وطريقة تأثير شجونهم الشخصية على مردودهم بأرض الملعب.
ولعل المدافعين عن "الكوتش" لديهم أكثر من ورقة للإقناع لعل أهمها هي إنجازات الفريق تحت قيادة هذا الرجل "الطيب" كما يوصف في حمص، وهذه أحد الحجج الفنية التي تقاوم كل ما يدعو لإبعاد الرجل الذي لعب الكرة الطائرة في بدايته.
لكن في المقابل هناك العديد من الأصوات التي تطالب بعودة أسلوب لعب الفريق الهجومي وصناعة الفارق على كل الخصوم بما فيهم أعتى الفرق الآسيوية، هذه الأصوات ليس بالضرورة تدعو لتغيير أبو شاكر إنما تطالب بصدق بتحرير اللاعبين من اللعب الطويل وتفعيل دور خط الوسط الذي عادة ما يصنع الجمالية في الأداء.
الاستقالة أصر عليها المدرب ذائع الصيت لكنه جعل الباب موارباً أمام فريقه الذي عشق حين أكد أنه سيبقى مشرفاً فنياً حتى في حال قدوم مدرب أجنبي كما صرح مدير الفريق الدكتور فهر كالو وذلك للحفاظ على تماسك الفريق حسب ما صرح أبو شاكر، وهذا الفصل الثاني من الحكاية...
قويض الذي يمثل قيمة معنوية عالية في مدينة حمص، صرح قبل أيام من الاختبار الآسيوي أنه يمتلك مجموعة لاعبين ممتازة وأن البطولة ستعود لخزائن الأزرق لكنه طلب من جمهوره الصبر، وهو نفسه لم يتوقع أن يخذله اللاعبون في المباراة الأولى من المشاركة الثالثة للفريق في كأس الاتحاد الآسيوي، وعندما قَلَبَ الفريق العماني النتيجة وكاد أن يخطف هذه الفوز كما كان يفعل الكرامة نفسه، لم يصدق كل من قصد ملعب خالد بن الوليد في تلك الأمسية ما يحدث كانت أقدام اللاعبين شبه مكبلة كل ذلك جعل ردة فعل الجمهور غير متوقعة وبالتالي جاءت ردة فعل المدرب أيضا بمستوى الحدث غير أن الأمر تراكمي من ناحية الجمهور ومن ناحية المدرب وما كان ذلك إلا فتيل صغير.
الجمهور منذ أكثر من موسمين لا يرى ما يشفي الشغف للكرة الحديثة والمدرب تحمل كثيراً من النقد المنطقي والجارح بالأخص هذا الموسم.
المدرب سامح الجمهور بصدق عبر الفضائيات لأن العلاقة التي تربطهما أقوى من ردات الفعل، والجمهور (الذي شتم منه على وجه التحديد) راجع نفسه فوجد أنه تسرع بحق مدرب أعطى الكثير حتى لو كان الاحتجاج بلغ ذروته فهذه ليست طريقة للتعبير.
عودة المدرب يجب أن تكون هي الصدمة بحد ذاتها في تحسين الأداء أولاً لاستعادة ثقتهم بأنفسهم كواحد من أكثر الفرق المتطورة في القارة الصفراء (كما كان)، وثانياً لإقناع الجمهور أن هذا الفريق لا يزال يملك في رصيده الفني ما يشفع له بإعادة اللوحات المعتادة وأن تصدر الدوري لم يأت لضعف الخصوم بل لخبرة الفريق ومعرفة تعامله مع تفاصيل الدوري.