شخصياً أعتقد أن المدرب التركي مصطفى دينيزلي (وليس دينزلي) هو الخيار الأمثل لقيادة الكرة السورية في وضعها الحالي في حال قبوله المهمة ... بالطبع أنا لا أقول هذه الكلام من فراغ بل لي أسبابي (المهنية) وأولها أن الرجل اشتغل تحت الضغط سنوات طويلة وبنى إسماً كبيراً وعالمياً ولن يغامر ولن يقبل أن يغامر بهذا الإسم في مغامرة فاشلة وهو ليس في مقتبل عمره كي يعتبرها تجربة وعدّت خاصة وأن دولاً كثيرة طلبته كي يقود منتخباتها وأنديتها مثل إيران واليابان وكوريا الجنوبية ولم يقبل رغم أنه درب نادي باس الأيراني ويعرف خفايا الكرة الأسيوية عندما درب هذا الفريق ووصل معه لربع نهائي دوري أبطال القارة وخرج على يد العين الإماراتي بشكل غريب (وأقول هذا للأمانة) فهو تعادل في العين 1/1 وتقدم في إيران 2 /0 قبل أن يسجل العين هدفاً ثم يعود فريقه ويتقدم 3/1 حتى الدقيقة 83 ثم تعادل 3/3 وخرج !!
ملاحظة أخرى وجدتها من متابعتي لتاريخ دينيزلي وهو أنه لم ينجح سوى مع الأندية أو المنتخب التركي إذ فشل مع آخن الألماني وباس الإيراني فيما دخل التاريخ في بلاده كونه المدرب الوحيد الذي أحرز لقب تركيا خمس مرات مع فرق إسطنبول الثلاثة الشهيرة فنر بخشة وغالاطة سراي وبيشكتاش كما أنه وصل لربع نهائي أمم أوروبا مع منتخب بلاده في سابقة تاريخية عام 2000 في هولندا وبلجيكا فحل ثانياً في مجموعته خلف أيطاليا التي خسر معها 2/1 وقبل بلجيكا التي فاز عليها 2/0 والسويد التي تعادل معها سلبيا ثم خسر في الربع نهائي من البرتغال 2/0.
أما لماذا أقول أنه الخيار الأمثل "رغم بعض التحفظات عليه" فهذا عائد لأنه إبن منطقتنا وتفكيره قريب من تفكيرنا والاهم أنه يفهم عاداتنا وتقاليدنا وهو إبن مدرسة هجومية نحتاجها بشدة وسبق له وكان مساعداً للالماني يوب ديرفال في غالاطة سراي من 1985 حتى 1987 ثم استلم منه الدفة ونال مع غالاطة سراي الدوري وتبقى نقاط كثيرة قد تساهم في نجاح أو فشل هذا الرجل (في حالة موافقته على تدريب منتخبنا) أولها يعود لما قد يوفره إتحادنا من شروط صحيحة وصحية لبقائه بدل هروبه كما حدث من راتومير وآخرها يعود للمدرب نفسه الذي لم يسبق له ودرب منتخب دولة بإستثناء بلده وهو متعود على أجواء الأندية .
ولكن أن نأتي بمدرب شارك في بطولة أمم أوروبا وكأس أندية أوروبا وكأس الكؤوس ودوري أبطال آسيا ومنعته الظروف من عدم المشاركة في كأس العالم فهذا يعني أننا على الطريق الصحيح بعد سنوات عجاف كنا نتخبط فيها ونتردد في مد يدنا إلى جيبنا و" خشخشة العبّ " وعدم مجرد التفكير بالاتيان بمدرب كبير وعليه العين لهذا فيجب عدم " البغددة " كثيرا والتكبر على هذا الرجل كما سمعت من البعض وأتمنى فعلاً أن يكون معنا كي نرى ولو لمرة واحدة ماذا يعني أن يقود منتخب سوريا الوطني مدرب يمكن للآخرين أن يحسبوا حسابه ونشعر لمرة واحدة أننا لسنا أقل من غيرنا .