أحرج المنتخب الهولندي لكرة القدم نظيره البرازيلي وحقق معه تعادلا سلبيا ثمينا في عقر داره في المباراة الودية التي جرت بينهما اليوم السبت بمدينة جويانيا البرازيلية ضمن استعدادات الفريقين لارتباطاتهما المقبلة.
وفشل المنتخب البرازيلي في الثأر لهزيمته 1/2 أمام المنتخب الهولندي قبل 11 شهرا في دور الثمانية لبطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.
وأثار المنتخب الهولندي بهذا التعادل قلقا شديدا لدى جماهير المنتخب البرازيلي قبل أقل من شهر على انطلاق فعاليات بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) التي تستضيفها الأرجنتين والتي يخوضها المنتخب البرازيلي للدفاع عن لقبه.
ورغم الفرص العديدة التي سنحت للمنتخب البرازيلي على مدار شوطي المباراة وخاصة في الشوط الثاني ، فشل الفريق في هز شباك الطاحونة الهولندية التي سنحت لها أيضا العديد من الفرص أمام المرمى البرازيلي.
وما يضاعف من قلق الجماهير على المنتخب البرازيلي أنه لم يقدم المستوى المعهود للسامبا البرازيلية رغم مشاركة معظم النجوم في هذه المباراة.
وقدم الفريقان عرضا متوسط المستوى في الشوط الأول الذي شهد ضغطا هجوميا للمنتخب البرازيلي في البداية ولكن دون خطورة حقيقية ثم أصبح الأداء سجالا بين الفريقين بعد أول ثلث ساعة من المباراة وسنحت للمنتخب الهولندي أكثر من فرصة خطيرة ولكن أيا من الفريقين فشل في هز الشباك.
وانحصر اللعب في وسط الملعب خلال الدقائق الأولى من المباراة حيث لجأ الفريقان لجس النبض في بداية اللقاء رغم وجود بعض المحاولات من المنتخب البرازيلي لاختراق الدفاع الهولندي.
وبمرور الوقت ، حاصر المنتخب البرازيلي ضيفه الهولندي في نصف ملعبه وكثف من ضغطه الهجومي ومحاولات الاختراق للدفاع الهولندي المتكتل.
أسفرت إحدى هذه المحاولات عن هدف برازيلي في الدقيقة 12 ولكن الحكم ألغاه بدعوى التسلل.
وسنحت الفرصة مجددا أمام نيمار في الدقيقة 18 عندما تلقى الكرة داخل منطقة الجزاء خلف جميع المدافعين ولكنه تباطأ في التسديد حتى تدخل المدافع جريجوري فان دير فيل في الوقت المناسب وأبعد الكرة إلى ضربة ركنية لم تستغل.
بمرور الوقت ، تخلى المنتخب الهولندي عن حرصه الزائد وبدأ في مبادلة مضيفه الهجمات وسنحت له فرص أكثر خطورة من نظيرتها لدى أصحاب الأرض.
وكانت أول فرصة حقيقية للمنتخب الهولندي في الدقيقة 21 اثر هجمة مرتدة سريعة قادها إبراهيم أفيلاي ومرر على اثرها الكرة إلى آريين روبن في الناحية اليسرى حيث مرر الكرة عرضية عالية وهيأها روبن فان بيرسي برأسه إلى أفيلاي على بعد خطوات من المرمى ولكن أفيلاي سددها في جسد حارس المرمى البرازيلي جوليو سيزار.
وراوغ نيمار الدفاع الهولندي في الدقيقة 27 وسدد الكرة زاحفة ولكنها مرت بجوار القائم.
ورد المنتخب الهولندي بهجمة منظمة في الدقيقة 29 أنهاها أفيلاي بتسديدة صاروخية تصدى لها جوليو سيزار ببراعة.
ونال فان دير فيل إنذارا في الدقيقة التالية للخشونة مع نيمار في محاولة لإيقاف هجمة برازيلية سريعة.
وسدد راميريس كرة صاروخية من خارج منطقة الجزاء في الدقيقة 35 ولكنها مرت بجوار القائم مباشرة. وبعدها بثلاث دقائق فقط ، نال راميريس إنذارا للخشونة مع أفيلاي.
واستغل فان بيرسي الضربة الحرة وقابل الكرة بضربة رأس ولكن الكرة مرت بجوار القائم مباشرة لتضيع فرصة خطيرة للمنتخب الهولندي.
وتوترت أعصاب لاعبي الفريقين في الدقائق الأخيرة ونال البرازيلي داني ألفيش نجم برشلونة الأسباني إنذارا للخشونة في الدقيقة 41 ثم نال الهولندي جون هيتينجا إنذارا في الدقيقة التالية للخشونة مع ألفيش ذاته.
ولم تشهد الدقائق الأخيرة من الشوط الأول أي فرص على المرميين لينتهي الشوط بالتعال السلبي.
وكثف المنتخب البرازيلي ضغطه الهجومي مع بداية الشوط الثاني وسنحت له فرصة خطيرة للغاية في الدقيقة 46 اثر تمريرة من إيلانو إلى نيمار الذي سددها وهو على بعد خطوات قليلة من المرمى ولكن حارس المرمى الهولندي تيم كرول تألق وتصدى لها.
وتوالت المحاولات البرازيلية في الدقائق التالية ولكن يقظة كرول لعبت دورا كبيرا في التصدي لهذه المحاولات خاصة مع افتقاد لاعبي البرازيل للدقة المطلوبة في إنهاء بعض هذه الهجمات.
وشهدت الدقيقة 59 فرصة أخرى خطيرة للمنتخب البرازيلي بعدما عبرت الكرة حارس المرمى وكانت في طريقها إلى المرمى ولكن هيتينجا أطاح بها بعيدا قبل خط المرمى. وأتبعها روبينيو بتسديدة رائعة من داخل منطقة الجزاء ولكن الحارس الهولندي تصدى لها أيضا.
وراوغ روبن الدفاع البرازيلي على حدود المنطقة وحاول التسديد باتجاه المرمى ولكنه أطاح بالكرة عاليا.
وواصل المنتخب البرازيلي إهدار الفرص السهلة بعدما وصلت الكرة من تمريرة عرضية في الدقيقة 69 إلى نيمار داخل منطقة الجزاء ليسددها مباشرة بقوة ولكن الحارس الهولندي تصدى لها وأمسك الكرة على مرتين.
وهدأ إيقاع اللعب في الدقائق التالية وانحصر الأداء في وسط الملعب وندرت المحاولات الهجومية على المرميين.
وضاعف راميريس من صعوبة المباراة على المنتخب البرازيلي عندما نال البطاقة الصفراء الثانية للخشونة مع روبن في الدقيقة 79 ليطرد من المباراة ويكمل أصحاب الأرض اللقاء بعشرة لاعبين.
وتألق كرول مجددا وتصدى لتسديدة رائعة أطلقها لوسيو من خارج منطقة الجزاء وأخرجها كرول إلى ضربة ركنية لم تستغل.
ولم تشهد الدقائق الأخيرة من المباراة خطورة حقيقية على المرمنيين لينتهي اللقاء بالتعادل السلبي الذي دق جرس الإنذار في صفوف السامبا قبل أربعة أسابيع من بداية الدفاع عن لقبهم في كوبا أمريكا.